انتقل إلى المحتوى

حديث مرفوع

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الحديث المرفوع هو الحديث الذي نُسب متنه إلى رسول الله ، سواء كان قولا أو فعلا أو تقريرا أو صفة خُلُقية أو خلْقية،[1][2] والحديث المرفوع قد يكون سنده متصلا أو منقطعا،[3] وقد يكون صحيحا أو ضعيفا، بحسب استيفائه لشروط قبول الحديث،[1] والرفع والوقف والقطع من صفات المتن، والرفع في اللغة اسم مفعول من الفعل «رفع» ضد «وضع»، سُمي بذلك لنسبته إلى صاحب المقام الرفيع.[4]

الحديث المرفوع صراحة[عدل]

الحديث المرفوع القولي[عدل]

هو الحديث الذي يَروي الكلام المنسوب قوله إلى النبي

  • مثله:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله قال: «لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام»[5]

الحديث المرفوع الفعلي[عدل]

هو الحديث الذي يَروي الأفعال المنسوبة إلى النبي وسلوكياته، أو يَروي أحد أحواله

  • مثله:

عن عائشة رضي الله عنها: «أن النبي كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك»[6]

  • ومثله:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن»[7]

الحديث المرفوع التقريري[عدل]

التقرير هو إقرار النبي بالموافقة على قول أو فعل صدر من غيره، كأن يفعل الصحابي شيئا أمام النبي ، فيسكت النبي عنه، أو يضحك، أو يقول «صدق فلان».

  • مثله:

عن جابر رضي الله عنه قال: لما رَجَعَت إلى رسول الله مهاجرة البحر، قال: «ألا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة؟» قال فتية منهم: بلى يا رسول الله، بينا(1) نحن جلوس مرت بنا عجوز من عجائز رهابينهم، تحمل على رأسها قلة من ماء، فمرت بفتى منهم، فجعل إحدى يديه بين كتفيها، ثم دفعها فخرت على ركبتيها، فانكسرت قلتها، فلما ارتفعت التفتت إليه، فقالت: سوف تعلم يا غدر إذا وضع الله الكرسي، وجمع الأولين والآخرين، وتكلمت الأيدي والأرجل، بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدا، قال: يقول رسول الله : «صدقت، صدقت، كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم؟»[8]

  • ومثله:

عن عمرو بن العاص رضي الله عنه: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك للنبي فقال: «يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟» فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال، وقلت: إني سمعت الله يقول: «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما»، فضحك رسول الله ولم يقل شيئا[9]

الحديث المرفوع الوصفي[عدل]

هو الحديث الذي يصف خُلُق النبي أو شكله الخلْقي

وصف خُلُق النبي [عدل]

  • مثله:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «كان النبي أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه»[10]

  • ومثله:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «ما عاب النبي طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه»[11]

  • ومثله:

عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «كان طويل الصمت، قليل الضحك، وكان أصحابه يذكرون عنده الشعر وأشياء من أمورهم، فيضحكون، وربما تبسم»[12]

وصف شكل النبي [عدل]

  • مثله:

سُئل البراء رضي الله عنه أكان وجه النبي مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل القمر[13]

  • ومثله:

عن أنس رضي الله عنه «أن رسول الله كان يضرب شعره منكبيه»[14]

  • ومثله:

عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله ضليع الفم،(2) أشكل العين،(2) منهوس العقبين(2)»[15]

  • ومثله: حديث أم معبد الطويل في وصف شكل النبي .

الحديث المرفوع حُكما[عدل]

كل خبر من الصحابي فيه قرينة دلت على تلقيه من النبي[عدل]

يُعد من الحديث المرفوع حكما كل ما أَخبَر به أحد الصحابة ووُجد فيه قرينة تدل على تلقيه هذا الخبر من النبي ، كأن يكون الخبر لا يُمكن معرفته إلا بالوحي، أو خبر لا يُعرف بالاجتهاد والرأي، وأن لا يكون من الإسرائيليات فيما يختص بأخبار أهل الكتاب، لأن بعض الصحابة قد عُرف بالتحديث عن أهل الكتاب منهم عبد الله بن عمرو بن العاص الذي كان قد حصل في معركة اليرموك على كتب كثيرة من أهل الكتاب، فكان يُحدث بما فيها، وأبو هريرة، وغيرهم من الصحابة الذين نزلوا بالشام، وقد يصعب أحيانا التثبت إن كان الصحابي روى الخبر عن أهل الكتاب، أو رواه عن رسول الله ، وهو ما يستلزم التحري في سياق الخبر عن قرينة تدل على ضعف احتمال أن يكون الخبر مروي عن أهل الكتاب.[16]

  • مثله:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة، أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق»[17]

فأبو سعيد ليس معروفا بالتحديث بالإسرائيليات، وخبره متعلق بسورة من القرآن الذي لم يكن موجودا قبل النبي ، وذكر فيه البيت العتيق وليس لأهل الكتاب شأن في هذا.

  • ومثله:

عن حذيفة رضي الله عنه قال: «يا معشر القراء استقيموا، فقد سبقتم سبقا بعيدا، فإن أخذتم يمينا وشمالا، لقد ضللتم ضلالا بعيدا»[18]

فقوله هذا لا يُعلم إلا بالوحي.

  • ومثله:

عن سليم بن أسود بن حنظلة قال: سمعت أبا هريرة ورأى رجلا يجتاز المسجد خارجا بعد الأذان فقال: «أما هذا فقد عصى أبا القاسم »[19]

فحُكْم الصحابي على شيء بأنه معصية بالجزم والتأكيد لا يمكن إلا إن كان أخذه عن النبي .

ومما يجب أن يُحتاط فيه من هذه الصورة ما يقوله الصحابي من إثبات تحليل أو تحريم، فإن الصحابة كانوا يفتون الناس في الحلال والحرام، وكما وسع من بعدهم من العلماء أن يحلوا ويحرموا باجتهادهم فيما لا نص فيه، فعلماء الصحابة هم سادة المجتهدين لهذه الأمة، وقد سبقوا إلى أن قالوا باجتهادهم فأحلوا وحرموا، واختلفوا في المسائل بسبب ذلك.[16]

ألفاظ الصحابة التي تفيد علم النبي بما يفعلونه[عدل]

كذلك من الحديث المرفوع حكما كل حديث ورد به ألفاظ مثل «أُمِرنا بكذا» و«نُهِينا عن كذا» و«كنا على عهد رسول الله نفعل كذا» و«كنا نقول كذا ورسول الله فينا» و«من السنة كذا» وغيرها من الألفاظ التي تفيد علم النبي بفعل الصحابة، وذلك بناء على أن حكايه الصحابي إنما هي على سبيل بيان شرائع الدين، والتبليغ عن النبي .[16]

  • مثله:

عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال: صليت إلى جنب أبي فطبقت بين كفي، ثم وضعتهما بين فخذي، فنهاني أبي وقال: «كنا نفعله فنُهينا عنه، وأُمرنا أن نضع أيدينا على الركب»[20]

  • ومثله:

عن أم عطية الأنصارية قالت: «أُمرنا أن نخرج، فنُخرِج الحيض، والعواتق، وذوات الخدور»[21]

  • ومثله:

عن أم عطية الأنصارية قالت: «نُهينا عن اتباع الجنائز، ولم يعزم علينا»[22]

  • ومثله:

عن أسماء بنت أبي بكر: «نحرنا فرسا على عهد رسول الله فأكلناه»[23]

  • ومثله:

عن جابر بن عبد الله قال: «كنا نعزل(3) على عهد رسول الله والقرآن ينزل»[24][25]

  • ومثله:

عن ‌ابن مسعود قال: «من السنة أن يخفي التشهد»[26]

أما إذا حكى الصحابي أمرا شائعا ونسبه إلى عامة الصحابة، كأن يقول: «كانوا يفعلون كذا» ولم يذكر فيه اطلاع النبي أو إقراره لفعلهم، أو ما يدل على إرادة زمانه فهو موقوف.[27]

  • مثل أفعال الصحابة التي لم يطلع عليها النبي:

عن عمرو بن سلمة قال:... وبدر أبي قومي بإسلامهم، فلما قدم قال: جئتكم والله من عند النبي حقا، فقال: صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلوا كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنا. فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني، لما كنت أتلقى من الركبان، فقدموني بين أيديهم، وأنا ابن ست أو سبع سنين، وكانت علي بردة، كنت إذا سجدت تقلصت عني، فقالت امرأة من الحي: ألا تغطوا عنا است قارئكم؟ فاشتروا فقطعوا لي قميصا، فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص[28]

فهذا حاصل في زمن النبي لكن لم يُذكر فيه أن النبي اطلع على ذلك أو أقره، وقد استدل بهذا الحديث طائفة من أهل العلم على صحة إمامة الصبي.[16]

  • مثل أفعال الصحابة في غير زمان النبي:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان أصحاب رسول الله إذا قعدوا يتحدثون كان حديثهم الفقه إلا أن يأمروا رجلا فيقرأ عليهم سورة أو يقرأ رجل سورة من القرآن[29]

ألفاظ الصحابة التي تفيد رفع الحديث إلى النبي[عدل]

استخدام ألفاظ تفيد تلقي الحديث من النبي مثل «يرفعه» و«يبلغ به» و«ينميه» و«رِواية» و«مرفوعا» وما في معناه، دون ذكر النبي

  • مثله:

عن محمد بن سعد عن أبيه ويرفع الحديث: «لا يحل لأحد أن يهجر أخاه فوق ثلاث»[30]

  • ومثله:

عن أبي هريرة رواية: «الفطرة خمس، أو خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وقص الشارب»[31]

انظر أيضا[عدل]

وصلات خارجية[عدل]

هوامش[عدل]

  • 1 بَيْنَا ظرف زمان مبني على السكون
  • 2 ضليع الفم: عظيم الفم، أشكل العين: طويل شق العين، منهوس العقب: قليل لحم العقب.
  • 3 العزل إحدى طرق منع الحمل القديمة

مراجع[عدل]

  1. ^ ا ب كتاب منهج النقد في علوم الحديث لنور الدين عتر
  2. ^ كتاب الوسيط في علوم ومصطلح الحديث لمحمد أبو شهبة
  3. ^ كتاب مقدمة ابن الصلاح
  4. ^ كتاب تيسير مصطلح الحديث لمحمود الطحان
  5. ^ صحيح البخاري، حديث رقم 6065
  6. ^ صحيح مسلم، حديث رقم 253
  7. ^ صحيح البخاري، حديث رقم 1160
  8. ^ كتاب سنن ابن ماجه، حديث رقم 4010
  9. ^ سنن أبي داود، حديث رقم 335
  10. ^ صحيح البخاري، حديث رقم 6102
  11. ^ صحيح البخاري، حديث رقم 3563
  12. ^ مسند أحمد، رقم الحديث 20810
  13. ^ صحيح البخاري، حديث رقم 3552
  14. ^ صحيح مسلم، حديث رقم 2338
  15. ^ صحيح مسلم، حديث رقم 2339
  16. ^ ا ب ج د كتاب تحرير علوم الحديث لعبد الله الجديع
  17. ^ مسند الدارمي، حديث رقم 3450
  18. ^ صحيح البخاري، حديث رقم 7282
  19. ^ صحيح مسلم، حديث رقم 259
  20. ^ صحيح البخاري، حديث رقم 790
  21. ^ صحيح البخاري، حديث رقم 981
  22. ^ صحيح البخاري، حديث رقم 1278
  23. ^ صحيح البخراي، حديث رقم 5519
  24. ^ صحيح البخاري، حديث رقم 5209 واللفظ له
  25. ^ صحيح مسلم، حديث رقم 137
  26. ^ سنن الترمذي، حديث رقم 291
  27. ^ كتاب تحرير علوم الحديث لعبد الله الجديع
  28. ^ صحيح البخاري، حديث رقم 4302
  29. ^ كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد
  30. ^ مسند أبي يعلى، حديث رقم 720
  31. ^ صحيح البخاري، حديث رقم 5889